القدرة على الاتصال الفعال مع الأبناء مفهوم الاتصال الفعال مع الأبناء: القدرة على جذب اهتمام الأبناء والتأثير فيهم من خلال لغة الجسد بصورة تلقائية واضحة. وسائل الاتصال مع الأبناء: 1. الاستماع بجلاء. 2. الحديث بوضوح. 3. لغة الجسد. 4. مكافأة السلوك الإيجابي. 1- الإنصات الفعال الإنصات الفعال: في كتاب ستيفن كوفي العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية، تحدث الكاتب عن أب يجد أن علاقته بابنه ليست على ما يرام، فقال لستيفن: لا أستطيع أن أفهم ابني، فهو لا يريد الاستماع إلي أبداً. فرد ستيفن: دعني أرتب ما قلته للتو، أنت لا تفهم ابنك لأنه لا يريد الاستماع إليك؟ فرد عليه "هذا صحيح" ستيفن: دعني أجرب مرة أخرى أنت لا تفهم ابنك لأنه -هو- لا يريد الاستماع إليك أنت؟ فرد عليه بصبر نافذ: هذا ما قلته. ستيفن: أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع له. فقال الأب: أوه (تعبيراً عن صدمته) ثم جاءت فترة صمت طويلة، وقال مرة أخرى: أوه! إن هذا الأب نموذج صغير للكثير من الناس، الذي يرددون في أنفسهم أو أمامنا: إنني لا أفهمه، إنه لا يستمع لي! والمفروظ أنك تستمع له لا أن يستمع لك! مفهوم الإنصات الفعال: · الإنصات الفعال غير الاستماع، ويعني الاستماع باهتمام وبكل الجوارح ومن خلال ملامح الوجه ولغة الجسم و الرسائل الإيجابية التي يبعثها المنصت الإيجابي للمتكلم . · الإنصات الفعال يعني اهتماما بما يريد الطفل التعبير عنه.. وتعني اهتماما إيجابيا بالرسائل الخفية للطفل. · مفتاح الإنصات الفعال يكمن في الرسائل غير اللفظية وفي الاتصال غير الشفوي الذي يرسله الأب لابنه.. من خلال الابتسامة ولغة الجسم وملامح الوجه ونبرات الصوت المعبرة عن الحنان والمحبة والود التي تنبعث بين الفينة والأخرى معبرة عن موافقتك وتفهمك لما يقوله الابن. · الإنصات الفعال لا يكتمل إلا من خلال الاتصال غير اللفظي الذي يطمئن الابن ويعيد له توازنه النفسي..ويقضي بالتالي على مقاومة الطفل للرسائل التربوية الصادرة عن الآباء. أهمية الإنصات الفعال: أ- بالنسبة للأب: · بناء علاقات وطيدة مع الأبناء وطريق لتجاوز الحالات المتوترة بين الوالدين والأبناء. · فهم الابن وتفهم حاجاته ورغباته. · إن الأطفال عادة ما يعاندون ويبدون مقاومة لرغبات الوالدين.. والطريق السليم لامتصاص هذه المقاومة هو تخصيص وقت للإنصات الفعال للطفل.. فكلما تحدث الابن ووجد قبولا واهتماما كلما ضعفت المقاومة السلبية لديه وقل عناده. · إن تخصيص وقت للإصغاء للطفل خطوة ضرورية في التربية الإيجابية لا غنى للمربي عنها.. فكما أننا نخصص أوقاتا لشراء ما يحتاجه أبناؤنا، ووقتا للاهتمام بصحة أبدانهم ونظافتها فكذلك نحتاج تخصيص وقت للإنصات لهم مهما قل هذا الوقت ولتفادى تضييع ساعات طويلة في معالجة مشكلات ناجمة عن قلة التواصل أو مناقشة حالة توتر..!! · إن تخصيص وقت للإصغاء للطفل ينمي الحوافز الإيجابية لدى ابنك ويغرس لديه الدوافع التي تزود سلوك الإنسان بالعمل الصالح وملء الوقت بما ينفع دنيا وآخرة. · إن تخصيص وقت للإصغاء للطفل تعني أنك تود التواصل مع ابنك وتحاول وأنك تشعر به.. وقبل هذا وذاك تعني أنك تتقن فن الأخذ والعطاء.. وتمهد قلوب الأبناء وبصيرتهم للإنصات الفعال.. ب- بالنسبة للابن: · يعلم الولد الطلاقة في الكلام. · يساعده على ترتيب أفكاره وتسلسلها. · يدربه على الإصغاء، وفهم ما يسمعه من الآخرين. · ينمي شخصية الولد، ويصقلها. · يقوي ذاكرته، ويعينه على استرجاع ما مضى. · يزيده قرباً من والده. كيف تنصت لابنك؟ خطوات للإنصات الفعال: 1- استمع استمع استمع! نعم عليك أن تستمع وبإخلاص ، تستمع له حتى تفهمه، لا أن تخدعه أو تلقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا كلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه. 2- لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على ما يقوله، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الرد، لأنه يؤدي بدوره لسوء الفهم. 3- اتجه بجسمك كله عندما يتحدث إليك ، واربط علاقة تواصل بين عينيك وعيني ابنك وتفادى أن تشيح وجهك عن ابنك، فإن ذلك يوحي بقلة اهتمامك بما يقوله وقلة اعتبارك لشخصه، وفي حادثة طريفة تؤكد هذا المعنى، كان طفل يحدث أباه المشغول في قراءة الجريدة، فذهب الطفل وأمسك رأس أبيه وأداره تجاهه وكلمه!! 4- اجعل ثمة علاقة اتصال واحتكاك جسدي مباشر من خلال لمسة الحنان وتشابك الأيدي والعناق ووضع يدك على كتفيه.. فإن ذلك يوطد العلاقات المبنية على المحبة ويسهل لغة التواصل العاطفي وييسر التفاهم ويفتح لدى الطفل أجهزة الاستقبال للرسائل التربوية الصادرة من الوالدين. 5- بين له أنك تستمع إليه، ولا تتظاهر بالاستماع! لأنك إن تظاهرت بأنك تستمع له فسيكتشف ذلك إن آجلاً أو عاجلاً، بين له أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم... صحيح ، أو ما شاء الله أو إن شاء الله أو تهمهم، أو تومئ برأسك، مما يوحي لابنك أنك تتابعه باهتمام فتزيد طمأنينته. 6- ابتسم باستمرار وابد ملامح الاطمئنان لما يقوله، والانشراح بالإنصات له مع الحذر من تحسيس الطفل بأنك تتحمل كلامه على مضض أو أنه مضيع لوقتك ولا تنظر للساعة وكأنك تقول له لا وقت لدي لكلامك. 7- لا تقاطعه أبداً، ولو طال الحديث، واستمع حتى النهاية. 8- بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامه بقولك: أنت تقصد كذا وكذا.... صحيح؟ فإن أجاب بنعم فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسأله أن يوضح أكثر، وهذا خير من أن تستعجل الرد فيحدث سوء تفاهم. 9- متى ما وضحت الفكرة وتفهمت الموقف عبِّر لابنك عن هذا وأعد باختصار وبتعبير أدق ما يود إيصاله لك.. لتعلم ابنك اختصار ما يريد قوله وفن التعبير عن مشاعره وأحاسيسه.. والدقة في التعبير.. وتقلل بهذا من احتمالات الملل بينكما. 10- لا تفسر كلامه من وجهة نظرك أنت، بل حاول أن تتقمص شخصيته وأن تنظر إلى الأمور من منظوره هو لا أنت، وإن طبقت هذه النصيحة فستجد أنك سريع التفاهم معه. 11- حاول أن تتوافق مع حالته النفسية، فإن كان غاضباً فلا تطلب منه أن يهدئ من روعه، بل كن جاداً واستمع له بكل هدوء، وإن وجدته حزيناً فاسأله ما يحزنه ثم استمع له لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له. 12- عندما يتكلم عن مشكلة أو أحزان فإنه يعبر عن مشاعر لذلك عليك أن تلخص كلامه وتعكسها على شكل مشاعر يحس بها هو، مثال من كتاب ستيفن كوفي "العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية": الابن: أبي لقد اكتفيت! المدرسة لصغار العقول فقط الأب: يبدو أنك محبط فعلاً الابن: أنا كذلك بكل تأكيد في هذا الحوار الصغير لم يغضب الأب، ولم يؤنب ابنه ويتهمه بالكسل والتقصير، بل عكس شعور الابن فقط، وفي الكتاب تكملة للحور على هذا المنوال حتى وصل الابن إلى قناعة إلى أن الدراسة مهمة وإلى اتخاذ خطوات عملية لتحسين مستواه في الدراسة.