نزع الملك روحى انتزاعا شديدا دون رحمة ولا هواده... حتى إذا أخذها فى يده دعا عليها قائلا أخرجى أيتها الروح الخبيثة إلى سخط وغضب من الله .
إن الذى يدعو عليك هذا الدعاء هو ملك الموت نفسه !! ...
فمن الذى يستطيع إحتمال ذلك ومن الذى يصبر على غضب الله وسخطه. حتى إذا صعدت روحى الى السماء رفض الملائكة استقبالها وكانت كلما مرت بملأ منهم قالوا ما هذه الروح الخبيثة من شدة نتنها وعظيم سؤتها .
ثم جاءت لحظة الةحدة والغربة ... وضعت فى قبرى متوفى ثم بدأ الأهل والاصحاب ينفضوا عنى ويغلقوا أبواب القبر ... وانا اصرخ ... واستغيث لا تتركونىى هنا وحدى ... انتظروا ... لا تنصرفوا ... أنادى بأعلى صوتى ... لكن صوتى لا يخرج ولا أحد يسمع ... واغلقوا القبر ... نظرت حولى لم ارى شيئا
وكيف أبصر وظلمة القبر ليس مثلها ظلمة أبدا تذكرت وأنا فى الدنيا أنى كنت أخاف من الظلمة فإذا انقطع النور أو انتطفا أجرى كالمجنون لأشعل ضياءا
وأفتح باب الغرفة والشباك وأنادى أمى و أخوتى ليؤنسونى لكن هنا كيف السبيل لذلك لا توجد أم ... ولا إخو... ولا ضياء
ولا أستطيع الخروج ... انا وحدى ... فى ظلمة شديده... فى وحدة ... فى غربة ... فى خوف شديد ... أيقنت الان علام انا مقدم
هذا هو بيتى إلى أن تقوم الساعة هذا هو البيت الذى كان يحدثنى وأنا ما زلت فى الدنيا كان ينادينى وأنا فى الدنيا أنا بيت الدود . لكنى لم اكن اسمع كانت معاصى وذنوبى تغلق أذنى عن السماع ... كان قلبى مغلقا بظلام أفعالى ..
( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ( المؤمنون )
. كانت عينى لا ترى ظلمتةفى الدنيا ... الان يا اخى لا أسمع إلأا صوت خوفى ... ةلا ارى الا ظلمة عملى ولا أشعر الا بغربة قبرى والا اتمنى أن اعود ولكن لا عودة
ثم كانت الفاجعة ... جاءنى الملكان لا اصف لك كيف حالاى ساعتها ... كيف يكون حال من يرى ملكان عيناهما كالبرق ...
وصوتهما كالرعد يجران شعورهم ويحفران فى الارض بأظفارهما منظرهما لا يتصوره عقل ولا قلب من قبحة وبشاعته ثم سألانى
ولم استطع جوابا ... وكيف أجيب وانا لم اعد اجابة ...
ابحث حولى من يلقنى جوابا ... أصرخ من يساعدنتى لكن لا صوت يجيب الا صوت الصمت المطبق
ولا صوت يجيب الا أية من كتاب الله عز وجل
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) )(( ابراهيم ))
عندئذ ذل لسانى فلم استطيع نطقا ولا جوابا ... ويا حسرتى ... ويا طول ندمى ... ويا شوء منقلبى ... يا هول ما ارى الان ...
أرى مطرقة فى أيديهما ضربانى بها ضربة على رأسى يطاير شررها فى القبر ...
وبالله تخيل كان قبرا مساحته مترا فى متر ... ماذا يضيق أكثر من ذلك ... نعم ضاق حتى اختلفت اضلاعى ...
ثم كانت الطامة الكبرى حين فتحا لى طاقة من الجنه ... وقالا لى هذا مكانك لو كنت اطعت الله ...
ثم فتحا لى طاقة من النار وقالا لى هذا مكانك لأنك عصيت الله ... اعتها أحسست بغصة لو اجتمع أهل السموات والارض لها
ما شعروا بمثلها ... وهل جربت شعور الموقن أنه من اهل النار ... هل جربت هذا الشعور
أن كل ما فيالدنيا ساعتها لا يغنى عنك شيئا ثم كان عذابا من نوع اخر ... لا يطيقة إنسان على وجه الارض
أنك إذا جلست مع شخص ما لا تحبه ولا تطيقة تتمنى فى كل لحظة أن ينصرف عنك او قد تستطيع أنت ان تعتذر باى شىء
وتترك المكان وتبتعد أما هذا الذى اراه فلا هروب منه ولا مناص عنه .
رأيت وجوها سودا تقترب شيئا فشيئا نتنه الرائحه . بشعة المنظر ... ظلت تقترب تقترب حتى اجتمعت وأما اصرخ ما هذا ... ما تلك الوجوه السود ... وكان الجواب ...
قال الاول انا تركك للصلاة وقال الثانى وانا الغيبة والنميمة ...
والثالث وانا إنتهاكك فى اعراض الناس ... وانا تركك للصيام ... وانا شربك الخمر ...
وانا أكلك المال الحرام وانا اكلك مال اليتيم بالباطل ... ثم اجتمعوا جميعا حتى صاروا شخصا واحد أسود الوجه ..
قبيح المنظر ... خبيث الرائحة قال بصوت مخيف انا عملك السيىء
ساعتها تذكرت ... كم كنت أسمع الاذان ولا احرك ساكنا ... كم كان ينادينى ربى ولا استحى منه ...
اتحجج ببعض الحجج حتى اتهرب من الصلاة ... بالله عليك هل رأيت شخصا يتهرب من لقاء خالقه ... ماذا تسمى هذا الشخص كنت أرى رواد المساجد يخرجون ... كأن وجههم الشمس بعد ماكساهم الله من نوره ...
كان يحدثنى احدهم ويقول يالها من لذه ... ويالها من روعة حين تقبل الارض بجبينك ساجدا لله عز وجل ... وياللعظمه والروعة وأنت تقول سبحان ربى الأعلى ...
أعلى من كل شىء أعلى من عملى من مالى من زوجتى من ولدى من مذاكرتى من كل شىء فى الوجود ... سبحان ربى الاعلى وانتا تقولها تشعر بعزة ما بعدها عزة ورفعة وسمو ما بعده سمو هكذا كان يحدثنى المصلى ...
ويقول لى يأنها اخر ما أوصى بها النبى المرين صلى الله عليه وسلم
( الصلاة الصلاة ما ملكت ايمانكم ) البخارى
وكنت أؤجل ... وادخر ... واسوف وياليتنى ما سوفت ... واخرت ... ولكن ما فائدة ندمى الان ؟ !
يا اخى ... استحلفك بالله ... ان تضع جبينك لربك وانتا طائعا محتارا دون تسويف ولا تاخير قبل ان ياتيك يوم لا مرد له من الله
ولن يكونم لك من الله عارض ... يا اخى اسالك ما الذى يليك عنها ...
عملك ... تجارتك ... كسلك ... شيطانك ... أم ماذا ؟
إن الصحابه رضوان الله عليهم كانوا يؤدون الصلاة فى أشد اللحظات حرج فى أوقات الحروب والمعارك ...
وإنهم كانوا يعرفون المنافق إذا لم يصل معهم الفجر والعشاء ...
وانتا كم ضيعت من فجر وكم أذهبت من عشاء اتدرى انك لو توضات فأجسنت الوضوء ثم ذهبت الى المسجد لا يخرجك الا الصلاه كانت كل خطوة من خطواتك احداها ترفع درجة والاخرى تحط خطيئة ...
فأين خطواتك الى المسجد ...
لقد مشت أقدامك وخطت فى كل اتجاه فى الدنيا ألم يأن الاوان الان ان تكون خطواتك الحاليه الى المسجد ؟؟
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ
الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) ) ( الحديد )
إذا ... هيا قم ... توضا هل تمشى الى المسجد هل تضعر ماذا يفعل ملك الحسنات الان ... انه يكتب لك درجة .
هل تدرى ماذا يفعل ملك السيئات الان إنه يمحو عنك خطيئة ... هنيئا لك صلانك أقول لك هذا لانىى ارى الان نتجية تقصيرى ... وسوء عملى وإنما تذكرت أ]ضا عدم امانتى ... وخيانتى للأمانه ...
تذكرت إختلاسى للنظرات وسرقتى لها ... أتلصص على هذه وتلك ...
وأتابع هذه وتلك أدخل بيت من بيوت اصدقائى وعينى تدور ما مشيت فى الكريق فتشت من عورات المسلمين
ونسيت حديث النبى صلى الله عليه وسلم
( من تبع عورة مسلم تبع الله عورته فضحه ولو فى جوف بيته )
مكم تتبعت من عورات وكم امرأة وفتاة نظرت إلأ اليها بعينى ؟!
ونسيت أن الله عز وجل يقول
( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) (19) ( غافر)
ونسيت أن الله عز وجل يقول
( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) ( النور )
ونسيت ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ( النظرة سهم من سهام إبليس )
وكم أطلت البصر ... وكم أخذت حقوقا ليست من حقوقى ... اخون أمانة من ائتمننى وغرنى حلم ربى على وستره لى ونسيت ان لى اما واخوات وقريبات وان الجزاء من جنس العمل ...
ونسيت ان من يزنى .. يزنى به ولو بجداره
ومن الإغترار أن يظن المذنب إذا لم ير عقوبة أنه قد سمح وربما جاءت العقوبه بعد فترة وقل من فعل ذنبا والا وقبل به
( من يعمل سوء إيجز به)
يحكى عن بعض العاقين أنه ضرب أباه وسحبه إلى مكان فقال الاب _ حسبك _الى ههنا سحبت أبى ... فعل فيه وده ما فعل هو بأبيه
فحسبك يا اخى من الذنوب ما ارتكبت وبادر بالتوبة ... فإنما انا الان رهين قبرى أجد من عاقبة أمرى الى ان تقوم الساعة
وكيف بمن الناس مستقرى وماله لن يهدأ له بال او تستقر له جارحة
تزود من التقوى فإنك لا تدرى
إذا جن ليل هل تعيش الى الفجر
فكم من فتا يمسى ويصبح لاهيا
وقد نسجت اكفانه وهو لا يدرى
وكم من اطفال يرتجى طول عمرهم
وقد دخلت اجسادهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينوها لزوجها
وقد قبضت أرواحهم ليلة العرس
توقيع عاصى فى جهنم